26 - 06 - 2024

في ميدان عمليات تغيرت مقارباته | كيف سيكون الرد الجوابي لحزب الله على العدوان الصهيوني ضد لبنان؟

في ميدان عمليات تغيرت مقارباته | كيف سيكون الرد الجوابي لحزب الله على العدوان الصهيوني ضد لبنان؟

لا يوجد خلاف على أن واشنطن و تل أبيب الشريكين المتضامنين في حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة يجدان نفسيهما في مأزق ؛ مع الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني ، و " بسبب أفعال السّنوار و ألاعيبه التي راقت لسماحة السيد حسن نصر الله ، و جعلته يتجرأ على تسوية درّة مغتصبات الكيان الصهيوني كريات شمونة بالأرض " . فمدينة التطوير تلك التي كان يسكنها حتى وقت قريب مهاجرون يهود غالبيتهم تعود إلى أصول مغربية ، و بتعداد يصل إلى 23 ألف نسمة في 2023 ؛ كانت تعد منذ العام 1949 واحدة من أهم معسكرات استقبال المهاجرين " معبروت " إلى فلسطيننا العربية .  و قد أقامها الصهاينة على أنقاض بلدة الخالصة التي هدموها و طردوا من بقي من أهلها ؛ ليقوم المهاجرون بالعمل فيها بالسخرة بدون أجر أو بأجر زهيد في الأعمال الشاقة ؛ مثل : رفع الأنقاض و شق الطرق و البناء و الزراعة و صناعة النسيج و تجفيف بحيرة الحولة و مشاريع سرقة مياه نهر الأردن ؛ لدعم المشروع الصهيوني الإمبريالي ؛ إلى أن أصبحت في العام 1952 مدينة تطوير ؛ طبقا لخطة عامة تحولت بموجبها تلك المعسكرات إلى مدن فقيرة تعمل كسور بشري واقٍ لحماية المغتصبات الأشكنازية الغنية المجاورة لها ، و تزويدها و تزويد رأس المال الخاص بالعمل الموسمي الرخيص ، و إسكان المناطق الفارغة . إنها قصة تطابق قصة نحو 30 بلدة عربية كانت قائمة في فلسطين المحتلة ؛ أصبحت تدعى مدنا للتطوير ؛ منها ملآخي و نيتيبوت و شدروت حول غزة التي تكفلت صواريخ المقاومة الفلسطينية بتفريغها من مغتصبيها !  

لقد كان ما بين علامتي التنصيص في الفقرة السابقة مجرد إشارة عابرة وردت في مقال لي ؛ يعود إلى بدايات الحرب القذرة التي يخوضها الكيان الصهيوني و أربابه ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة . أما و قد باتت كريات شمونة بالفعل مدينة أشباح فلا حرج في أن نستبدل لفظ " توصية " باللفظ إشارة ، و الأهم أن نتحلى بالشجاعة الكافية و أن تنفتح شهيتنا لإطلاق المزيد من " الإشارات " التي قد تصير في حكم النبوءات .  

على مدار فترة الاشتباك المنضبط بين المقاومة اللبنانية و الكيان الصهيوني منذ الثامن من أكتوبر من العام الماضي ؛ لم يكن الطرفان أقرب إلى الدخول في مواجهة موسعة مفتوحة مثلما هما الآن ؛ بالنظر إلى اعتماد الكيان استراتيجية " عكس / تغيير الاتجاه " التي تكشفت في لحظات محددة خلال الشهور الماضية ، و مؤداها أن  جيش الكيان يستطيع أن يقتل و يدمر في غزة لمئة عام مقبلة ، و من ثم بمقدوره - حسب الحاجة - أن يخفف الوتيرة ، أو حتى أن يتوقف لبعض الوقت ، و أن " يغير الاتجاه " ، أو يدير الدفة في أي اتجاه آخر ، و من ذلك اتجاه جنوب لبنان . و في هذا الاتجاه تحديدا سيكون الهدف هو إزاحة الحاج حسن و رجاله " رضوان " الله عليهم إلى ما وراء الليطاني ، لتعود عائلات المستعمرين الرائدة في كريات شمونة و إصبع الجليل بكامله إلى مساكنها و مزارعها المنهوبة من الفلسطينيين . 

و تشمل البدائل المتاحة لهذه الاستراتيجية بالإضافة إلى قطاع غزة و لبنان كلا من الضفة الغربية و إيران و مصر و سورية و العراق و اليمن و الحجاز ؛ باعتبار أن أيّا منها يمكن أن تكون محطا للحركة التالية ؛ بما يخدم الهدف العام للاستراتيجية التي لها أساس إيدولوجي عتيد . فالإيدولوجية - بما قد تحمله من محتويات دينية - هي عامل حاسم في بناء الاستراتيجيات تدفع من يقيمونها إلى التخلي - في لحظات التأزم - عن براجماتيتهم المعتادة . و الآن يجاهر رئيس حكومة الكيان المهزوم بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية أبدا ، بل يمضي في مخطط أجّله طويلا يرمي إلى إبادة الفلسطينيين و ترحيلهم إلى خارج فلسطين التاريخية ، و إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير ! 

و الحال أن قفزة رئيس حكومة الكيان الهائلة نحو إيران قبل شهرين تقريبا قد فشلت في أن تأخذ مجراها إلى الحد الأقصى الذي كان يسعى إلى بلوغه ، و أنه لا يزال يرغب في الاستمرار في الحرب ، و مواجهة ما يسميه تهديدا وجوديا لكيانه ؛ بدون أن يغرق منفردا في حروب واسعة على جبهات متعددة و في وقت واحد . و من أجل ذلك ؛ يبحث هذا السفاح الذي أصابه الخبل طوال الوقت عن الجبهة التي يراها الأنسب للحصول على نتائج إيجابية سريعة ، و بما يسهل النجاح  في كسب المعركة على الجبهة التالية ؛ أيّا كانت . و البادي الآن أن تهدئة كاملة أو شبه كاملة في غزة باتت ممكنة و مطلوبة ، و هو ما يعزز إمكانية " عكس / تغيير الاتجاه " نحو لبنان الذي يحتاج إلى تفرغ ، و إلى تضحيات إضافية هائلة ؛ يتصور أنها ستكون قادرة على انتشاله من مأزقه .     

و الحقيقة أن كوابح هذه الخطوة ليست عسكرية صرف، بالنظر إلى الضربات الساحقة التي تلقاها الكيان بأيدي مقاتلي حزب الله ، بل هي سياسية بالأساس ، و تتصدرها المخاوف من رد الفعل الفرنسي . و لهذا ؛ كان وزير الحرب الصهيوني الفاشل في باريس الساعات الفائتة ، و أعقب ذلك محادثات أجرها مبعوث الرئيس الأميركي الخاص في لبنان و مع قادة الكيان . 

و من ناحية أخرى ، هناك رد فعل واشنطن التي توجه إليها وفد صهيوني بالتزامن مع زيارة جالانت إلى باريس ؛ إذ يتعين ملاحظة أن المشهد الأكثر إثارة للسخرية هو المشهد الذي يجمع بين جو بايدن و بنيامين نيتانياهو يتعانقان ، و قد وضع كل منهما خنجرا في ظهر الآخر ! من يبقى و من يرحل ؟ فكلاهما ذاهب إلى انتخابات : الأول في نوفمبر 24 ، و الثاني نهاية 26 ؛ مع احتمالات ليست مؤكدة لانتخابات مبكرة في الكيان قبل نهاية العام الجاري ، أو في فبراير أو مايو 25 أو بعد ذلك . و المشهد الساخر هذا ينبع من رغبة بنيامين و عمله بكل الطرق على التخلص من  بايدن ، و إيصال ترامب المتناغم مع أهدافه بصدد إيران و الفلسطينيين على وجه الخصوص ؛ إلى البيت الأبيض ، و لذلك ؛ يلعب على الوقت و يراوغ و يناور حتى يصل إلى السباق الرئاسي الأميركي ؛ على أمل أن يسقط بايدن و معه سياساته المزعجة له . و الحقيقة أن فرص بنيامين نيتانياهو أكبر بكثير في البقاء ، و أن فرص بايدن تتناقص . لكن السياسة الأمريكية معتادة على التدخل في تحديد من يحكم إسرائيل ، و لذلك ؛ لدى بايدن قدرات يمكنه استخدامها للتخلص من " عامل بيبي " و تأثيره في الانتخابات الأميركية ، و ربما هو يخبئ له مفاجآت ثقيلة لإسقاطه ، أو على الأقل يحضر لسقوط ثنائي ليذهبا سويا إلى الجحيم ! و مع ذلك ؛ فإن كل العوامل الأخرى المؤثرة انتخابيا تلعب لصالح نيتانياهو ، و في مقدمتها أهمية و تأثير دولة الكيان في السياسة الأمريكية ، و احتمال تورط بايدن في سياق الصراع الدولي ، و خلق أزمات فجة له في إقليم الشرق الأوسط ؛ من أمضاها أن يجره نيتانياهو إلى حرب طاحنة مع حزب الله ؛ قد تلتحق بها إيران .  

و لحل هذه المعضلة الحقيقية ؛ تحول وزير الخارجية الأميركي الذي قدم نفسه في بداية المشهد باعتباره يهوديا إلى عرّاب بين الطرفين وصولا إلى اتفاق يضمن بقاءهما معا في السلطة ؛ مع تجاوز كل منهما عن المكائد التي يدبرها له الآخر لإنقاذ نفسه ، و في ظل انحياز واضح لأخيه في العقيدة الدينية و ليس لرفيقه في العقيدة السياسية ! 

و التطورات السياسية الأخيرة في الكيان التي كانت نقطة البدء فيها استقالة " المستقيلين " بتعبير نيتانياهو :  جانتس و آيزنكوت من مجلس الحرب الصهيوني ، ثم حل هذا المجلس ، و التوجه إلى تشكيل ما يسميه نيتانياهو مطبخا صغيرا لاتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب ؛ يخضع لرؤيته بشكل كامل – هذه التطورات ترجح صحة التصورات السابقة ؛ خاصة عند ملاحظة الصعود المتدرج في فعاليات الاحتجاج الجماهيري ، و إطلاق حملات التشهير المدعومة من جهاز الشاباك التي تستهدف رئيس حكومة الكيان و وزراءه الذي يقترب حثيثا من حسم موقفه لصالح الانحياز الكامل لليمين الفاشي الموتور المنسجم مع إيدولوجيته ، و إحكام قبضته عليه و على أقطابه ، و تنظيف دائرته السلطوية من كل المنغصات التي أجاد استخدامها في الشهور الماضية في المناورة و الهروب و استهلاك الوقت ؛ ليكون مستعدا لخوض معركة الشارع التي يتصور أن " عكس / تغيير الاتجاه " نحو لبنان سيؤدي به إلى كسبها !  

إن مؤشرات كثيرة متنوعة مشاهدة بالفعل و متوقعة الحدوث ترجح ذهاب الكيان إلى حرب موسعة على لبنان ، و هي مؤشرات لا أفضل الخوض فيها – منها ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية الصهيونية – و لا أرغب في أن تكون لها الأولوية على تدبر بعض العوامل و " الإشارات " العسكرية و الاستراتيجية التي يجب الانتباه إليها ؛ قبل أن تنطلق هذه الحرب . 

أولا – ليس من التعقل مطلقا استبعاد اتجاه العدو الصهيوني إلى حرب في لبنان ؛ على الرغم من أن التقديرات الاستراتيجية الدقيقة تفيد بأنه يجب أن يكون حريصا على تجنبها . لكن قرارات العدو لا تزال و ستظل تتخذ على وقع الصدمة التي ضربته في السابع من أكتوبر من العام الماضي ؛ لتبقى متخبطة لا منطقية و غير استراتيجية . و الحقيقة أن الكيان المجرم لم يكن ليتأخر للحظة واحدة عن شن عدوان واسع على لبنان ؛ لو كان مستعدا لفعل ذلك منفردا ، أو جاهزا لدفع الثمن ؛ خاصة مع إدراكه أن حربا مع حزب الله ستدور معاركها الرئيسية في فلسطين المحتلة و ليس في الجنوب اللبناني . 

ثانيا – من المؤكد أن الكيان و شركاءه سيعملون على تجنيد كل العوامل الممكن تجنيدها لجعل الضربة الأولى التي يوجهها الكيان إلى المقاومة اللبنانية ضربة نظيفة ؛ بمعنى أن تمر و قد غلت يد المقاومة عن الرد المتكافئ عليها ؛ فيكون ردا يمكن تحمّل آثاره و تبعاته . و لهذا أتصور أن حزب الله سيتخلى - لحظة انطلاق هذه الضربة - التي ستأتي من البر و البحر و الجو عن تكتيك الرد المتدرج المتجانس ؛ حتى يتمكن من تدفيع العدو الثمن الواجب لعدوانه ، و ليتمكن لاحقا من أن يحمل عليه في عمقه الاستراتيجي .

ثالثا – التقدير الأرجح أن يجعل حزب الله رده الجوابي على ضربة أولى يوجهها العدو الصهيوني إلى لبنان بمثابة رد استباقي ؛ بأن يقوم بتوجيه ضربته الصاروخية الدقيقة الموسعة إلى الأهداف المحددة في أعقاب المرحلة الأولى من االضربة المعادية ، و ربما بعيد بدئها بقليل ، و بذلك يجهض مراحلها التالية ، و يربك خطط العدو العملياتية ، و يدمر معنوياته ، و يردعه .

رابعا – و يستتبع هذا التصور أن يعمل الحزب من الفور على مراجعة بنك الأهداف الذي في حوزته ، و أن يقوم ببرمجة ما هو أكثر حيوية منها في سياق ضربة واحدة كاسحة و متزامنة ؛ تعقب الضربة التي يوجهها العدو مباشرة و بدون تأخير . و سيحقق هذا العمل العديد من المكاسب العملياتية ؛ في مقدمتها تحجيم القدرات العملياتية للعدو ، و إرباك خططه ، و ربما دفعه إلى التوقف . 

خامسا – و طبقا لما تقدم ؛ يمكن تخيّل أن تشمل الضربة الجوابية الفورية لحزب الله باتجاه الكيان الغاصب باقات من الأهداف التي تمكن كل منها منفردة من إنجاز هدف تكتيكي محدد ؛ ضمن الاستراتيجية العامة للحرب . فيكون في مقدمة ذلك : ضرب المنافذ البرية من جانب فلسطين المحتلة المؤدية إلى الأراضي الأردنية و المصرية ، و المطارات و الموانئ المدنية الرئيسية لتعطيلها عن العمل ، ضرب القواعد الجوية و البحرية ؛  خاصة الموجودة في الخطوط الخلفية لميدان المواجهة ، ضرب الطرق المعبدة الرئيسية و الفرعية المجهزة للهبوط الاضطراري للطائرات ؛ خصوصا في نطاق القدس و حول تل أبيب ، ضرب الطرق الرئيسية التي تصب في اتجاه شمال فلسطين المحتلة ‘ و القطع الدائم لإصبع الجليل بالنار ، ضرب عينة منتقاة من أهداف متنوعة تشمل : حقول الغاز و مخازن الوقود و محطات الكهرباء و المياه و المدن و المنتجعات البرجوازية ( ناتانيا ) و البنية العلمية النووية ( بيت سوريك ) و التكنولوجية ( وادي السيلكون) و المنظومة الصناعية العسكرية المحورية ، و منظومة البث الإعلامي الرئيسية و الفرعية ( في القدس الغربية و جنوب يافا ) ، و مجمع المحفوظات في بير السبع ، و المواقع الاستراتيجية حول البحر الميت ( سدوم ) .     

سادسا – الانتباه إلى أن التخطيط العملياتي المرجح لجيش الكيان لهذه الحرب المحتملة بقوة سيقوم - لاعتبارات عديدة يستطيع فهمها الاستراتيجيون - على إعطاء ثقل و أهمية خاصة للاتجاه الاستراتيجي الغربي للميدان ، و هو يتمثل في الساحل اللبناني الممتد من رأس الناقورة وصولا إلى بيروت ؛ مرورا بصور و صيدا و الدامور ، و يعتمد بالأساس على القوة البحرية ، و وحدات المشاة الخاصة التابعة لها . 

سابعا – بتر متسلسلة التفوق النوعي للكيان الصهيوني في الجانب العملياتي المتمثل في استهداف القادة الميدانيين و كبار القادة و الكوادر الفنية و العلمية في حزب الله . إنه أمر حيوي ، و يحتاج إلى حزمة بسيطة من الإجراءات ! في مقدمتها تجزئة مسار التحرك إلى عدة قطعات و المراوغة فيه ، و التخلي عن استخدام المركبات ، و الاعتماد على وسائل تقليدية مموهة ، و التصرف على أساس أن وسائل العدو في التتبع تعتمد في المراحل الأولى على العامل البشري و ليس الإلكتروني ! و يتطلب هذا إعادة هيكلة النظام المتعلق بتحركات القادة في منظومة القيادة و التحكم و السيطرة ؛ أخذا في الاعتبار تجزئة هذا النظام سريعا إلى وحدات نوعية فرعية ، ثم تجميعها في دائرة مركزية يديرها عدد محدود من الأفراد الموثوق بهم ؛ يتم استبدالهم بصفة دورية ! فالدارس لسيناريوهات استهداف القادة مجتمعة يدرك بوضوح أن الاختراق الأساسي اختراق بشري و ليس إلكترونيا ، و أن مقتضيات الاشتباك تفيد بأنه لا وقت للمراجعة و الفحص المخابراتي ، و أن هذا الاختراق يقع تحديدا في نهاية " الطرف الأخير " من الحلقة المعنية ضمن المنظومة القائمة . و هذا الطرف يتعين استبداله من الفور ؛ ففيه تقع الثغرة ! 

***

في أول فرصة يراها مناسبة للانقضاض على لبنان سيفعل نيتانياهو ، و سيكون بمقدوره دائما العودة مجددا إلى غزة . و تثبيت العمليات أو تهدئة وتيرتها في غزة قرار من الممكن تمريره الآن بسهولة ، و هو بمقدوره أن يدعمه و يدعم خططه ؛ خاصة أنه ستظاهره قناعة العسكريين الصهاينة و رءوس المعارضة الشيطانية بأن ما يمكن عمله و كان مطلوبا إنجازه هناك قد تم بالفعل ، و أن الحاجة تقتضي و بإلحاح التوجه إلى لبنان . 

و مع عكس / تغيير الاتجاه نحو لبنان ؛ سيضمن نيتانياهو فسحة من الوقت للبقاء و الاستمرار ؛ قد تدفع به إلى ما بعد تنصيب رئيس أميركي جديد بكثير ، و سيدعم هذا التغيير شعبيته و تماسك حزبه و ائتلافه الفاشي ، و سيبعده عن استئناف التحقيقات في ملفاته المشينة ، و سيعزز موقفه في الصراع الخنجري مع بايدن ، و سيضمن تليينه تماما تحت ضغوط الانتخابات ، و إن كان كل ذلك يرتهن بأن يبلي بلاء حسنا في لبنان . و هنا تحديدا يأتي دور المجاهدين الأبطال في المقاومة اللبنانية ؛ لإفشال استراتيجيته الكبرى التي تشكلها إيدولوجيته العنصرية . 

***

" لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخِر يوآدّون من حآدّ  اللهَ و رسولَه و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كَتَب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللهُ عنهم و رضُوا عنه أولئك حزبُ الله ألا إن حزبَ الله هم المفلحون " .  

بورك حزب الله في غزة و الضفة و لبنان ... و بوركت سواعد جند حزب الله المجاهدين المقاومين في كل بقعة من أرضنا العربية المباركة ... و إنّا لمنتصرون ! 
-------------------------------
بقلم: عبدالمجيد إبراهيم  
[email protected]  

 

مقالات اخرى للكاتب

في مناسبة عيد الإعلاميين ( 5 ) :





اعلان